حملة تشجير ضرورية بعنوان شجرة لكل مواطن

حملة تشجير ضرورية بعنوان شجرة لكل مواطن

14 نوفمبر، 18:30

نحتفل اليوم بالعيد الوطني للشجرة مفتتحين موسم التشجير الذي يتواصل عادة إلى آخر شهر مارس وهذا العيد فرصة لنا للوقوف على عديد النقائص في هذا المجال ومن بين أسبابها قلع الأشجار والاستغلال الفاحش لحطبها والأعمال الإجرامية كحرق الغابات وسرقة الزيتون مع قلع الأغصان يعني لو كانوا أذكياء لتركوا “الشقف” حتى يعودوا للسرقة مرة أخرى ولكنها وحشية قوم بلا دين ولا ملّة لأن إسرائيل نفسها تجرف المنازل والأشجار في أعمالها القذرة ومن يحرق شجرة كمن يقتل إنسانا أو أكثر.. كل ما سبق بالإضافة إلى الزحف العمراني على الريف وبناء العمارات والمحلّات والإدارات مع الاحتباس الحراري والجفاف وزحف الصحراء والتلوث وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات المفاجئة بفعل ذوبان الجليد… كوكبنا يعيش خطرا عظيما وحتى قمم المناخ المنعقدة مؤخرا لم تخرج بنتائج مرضية علما أن تونس من بين 10 بلدان في العالم الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية.
والشيء البسيط والنافع بالتأكيد والذي هو في متناول الجميع هو تكثيف عمليات التشجير في تونس عامة وفي صفاقس خاصة وألا يقتصر الأمر على صور فلكلورية مججناها منذ زمن بن علي… وهنا نقترح على إدارة الغابات أن تعلن للمواطنين أنها توزع شتلات مجانا فلعلهم بذلك يقبلون على غراسة النباتات.. ولو غرس كل صفاقسي نبتة واحدة هذه السنة لأصبح لدينا مليون شجرة جديدة حتى أصحاب العمارات يمكن أن يغرسوا ورودا أو نباتات طبية وأخرى للزينة في أحواض أو أصص على ألا نكتفي بأشجار الزينة فقط فيجب أن نغرس اللوز والمشمش والخوخ والتين والزيتون والرمان والنخيل والعنب والتوت والقوارص… وهو ما قد يساهم أيضا في انخفاض الأسعار على المدى البعيد وحرام أن نشاهد الأراضي البور على غرار بعض الحقول في أول طريق المطار التي مات زيتونها في مشهد مفزع لكل ذي قلب سليم وعلينا أن نستغل كل متر من الأرض لاستثماره في التشجير وذلك عبادة… وعلى الدولة مراقبة المنابت الخاصة والتي قد يغش أصحابها في جودة الشتلات أو في الأثمان فيجب وضع تسعيرات محددة فما معنى أن يبيع أحدهم شتلة الرمان ب10 دنانير والآخر ب4 رغم أن الثانية أفضل من الأولى والأمثلة عديدة على التلاعب بالأسعار في هذا المجال… ولنتذكر قول الشيخ الكبير : “غرسوا فأكلنا ونغرس ليأكلوا.” وقول الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم : ” ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” بالإضافة إلى حديث “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها”..
علينا أن نحسن المنظر العام للمدينة والإدارات والحدائق العامة والبساتين الخاصة وأن نقاوم الاختلالات البيئية الحاصلة ولنتذكر أن كل أجدادنا كانوا فلاحين ومزارعين ولنواصل على منوالهم من أجل بيئة سليمة ومن أجل مستقبل جميل لنا وللأجيال القادمة.
سامي النيفر

مواضيع ذات صلة