صفاقس : غلق مكتبين أمام المُواطنين : ماذا يحدث في قطاع البريد اليوم ؟

يوم 26 ديسمبر 2022 ينتظره المتقاعدون واصحاب الجرايات بفارغ الصبر لسحب المبالغ الضئيلة التي يتحصلون عليها كجراية شهرية او منحة او جراية تقاعد. واغلبهم من كبار المسنين المرضى وكلهم يقومون بهذه العملية من مراكز البريد المنتشرة في كامل انحاء المدينة.

رغم كل المجهود المبذولة وتسهيل العملية الا ان ما حدث اليوم الاثنين 26 ديسمبر 2022 بصفاقس يعتبر خطيرا، فقد اغلق مركز بريد بطريق منزل شاكر كم 6، ومركز اخر بطريق قرمدة كم 2 ابوابهما امام العموم الذين لم يجدوا غير لافتة كتب عليها “مغلق من اجل مرض العون”.

سبب مثير للضحك والسخرية فهل يعقل ذلك في زمن العولمة ؟ وفي سنة 2022 ؟ المواطن لا يتلقى الخدمات بصورة مجانية في مراكز البريد. والمنطق يفرض ان يتم تعويض كل عون يصاب بمرض مفاجئ ولكن تبقى السياسة العرجاء للدولة وللدوواين هي السائدة ومقولة كل من يخرج للتقاعد لا يتم تعويضه صحيحة والانتدابات متوقفة وفي كل القطاعات. وبهذه الكيفية لا تستغربوا في الايام القادمة من غلق مكتب بريد لشهرين بدعوى عطلة الولادة او غلق مركز امن بسبب مرض الاعوان. وقد يمس حتى قطاع التربية بما ان الانتدابات غائبة او لنقل ممنوعة حسب الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي والمواطن هو من يدفع الثمن دائما.

حتى مدير المركز البريدي يبقى عاجزا عن فعل اي شيء، فحتى ان فتح المكتب كما هو في حادثة اليوم فانه لن يقدم اي خدمة وهو امر غريب لا يراعى فيه حال كبار السن وحاجتهم الى جراياتهم التي يخصصونها لشراء الادوية وينتظرون في صفوف طويلة في البرد القارس او في الحرارة القاتلة صيفا ولكنهم يعودون بيد فارغة واخرى لا شيء فيها.

وما ذنب المسن الذي ينتظر دوره منذ السابعة صباحا ليتحصل على جرايته وهو في أمس الحاجة اليها ولكنه ولاسباب واهية يعود خالي الوفاض ؟؟؟

محمد

الصورة تعبيرية