عائد من تونس …الحلقة الثالثة ….الطاهر العبيدي

عائد من تونس …الحلقة الثالثة ….الطاهر العبيدي

14 سبتمبر، 18:31

كان حلم الثورة مرفرفا في العقول والأذهان، بأنها ستغير احوال المواطن نحو الاحسن، وتعيد له حقوقه المنهوبة، وترفع عنه الضيم والحقرة والهوان، وتمكنه من العيش والرفاه. لهذا صبر وتحمّل هستيريا الأحزاب، وهي تتخاصم في كل مكان، في الفضائيات في الساحات، في مجلس النواب.. ليستمر الجدل والنقاش والخصام والاتهامات،

لم يكن للمواطن فيها منفعة ولا مصلحة ولا باع..وتتالى الخصومات من أجل دستور افترس من الأعمار، من الجهد، من الوقت، ومن المال العام ثلاث سنوات والناس تتفرج على فوضى معارك لا تفيد الوطن ولا المواطن في شيء ولا تغير الأحوال. لتتعقب مرحلة الدستور خلطة أخرى من لفيف من الحكومات “حكومة رايحة – حكومة جاية”، فشلت جميعها في تحقيق الادنى من الانتظارات. مما جعل أغلب المهتمين والمتابعين للشان التونسي العام لا يحفظون اسماء الوزراء. حتى أن وزير الثقافة عين في الصباح وعزل في المساء  مما جعل الشعب لا يحس بالاطمئنان، امام حالة التذبذب والارتباك..واستمر الحال يعتريه التوجس وغياب الثقة وعدم الاطمئنان.

وظل المواطن تحت القصف اليومي من جزء من اعلام تخريب المسار ، المعادي للثورة  ومرافقة الانتقال، إلى جانب الهمز واللمس والقرص الخارجي، وضغوطات ديناصوريات المصالح والمال، ليقع تحويل وجهة هذا المواطن المنتظر باتجاه الكفر بالثورة والديمقراطية واقترانها بالخراب.  

وظل هذا المواطن الحالم بالكرامة والحياة، عرضة للتقريع والتهكم، بأن ثورته ثورة البرويطة وثورة رعاع.. وتحت الجلد اليومي ونسج المؤامرات وبث الاشاعات، التي جعلت المواطن يكفر بالثورة والثوار، والتنصل من الشهداء.. واخطر ما تسمعه الآن عند الكثير أن الديمقراطية والبرلمان مجلبة للفقر والاحتياج والهوان. وان تونس في نظرهم تحتاج لمن يحكمها بالحديد والنار، والكثير  من الاحاديت تدور في هذا المجال،

وهناك حنين الى حكم الفرد المستبد، الذي يستطيع ان يصلح ما أفسدته الديمقراطية والمنسوب المرتفع لحرية التعبير والكلام. فمثل هذا الحاكم الحديدي حسب”وعيهم ” المدجج بمثل ما نسج لهم من هذه الافكار، وتحت تأثير بث الاشاعات وهتك عرض العشر سنوات، فقط هو المنقذ والمخلٌِصللبلاد، ولإصلاح ما أفسدته الاحزاب، وتغيير الاوضاع  وتصحيح المسار ..

مواضيع ذات صلة