ماذا فعل الرئيس لإنقاذ البلاد من الإفلاس؟ بقلم أحمد الحباسى *

ماذا فعل الرئيس لإنقاذ البلاد من الإفلاس؟ بقلم أحمد الحباسى *

15 جانفي، 21:44

 ماذا فعل السيد الرئيس لإنقاذ البلاد من الإفلاس ؟ ما هي الإجراءات الملموسة التي اتخذها لمعالجة الوضع الاقتصادي و المعيشي للمواطن ؟  ما هي الحلول و ما هي الآفاق ؟ في المجمل ما هي خريطة الطريق و كيف يفكر سيادة الرئيس و هل يملك الحل و ما هي الخطة ب ؟  من هي الجهة الحكومية التي بإمكانها الإجابة عن كل هذه الأسئلة الحارقة ؟  بطبيعة الحال كان الأمل معقودا على مناصري الرئيس أن يتفضلوا بالإجابة و هم الذين يتحدثون و يدافعون بمنطق معيز و لو طاروا  مع أن كل الإشارات تميل إلى الأحمر و هناك  بوادر  امتعاض من أكثر من جهة كانت إلى  وقت قريب تبدى تفاؤلا حذرا حيال قرارات السيد الرئيس . مع ذلك لا بد من الإقرار بفشل  ساكن قصر قرطاج في بعث جرعة أمل لكل هؤلاء الذين يمثلون الأغلبية الصامتة التي أعطته بخروجها لحرق مقرات النهضة ليلة 25 جويلية 2021 و التعبير عن رفضها لاستمرار حركة النهضة في الحكم و في التصرف في مجلس نواب الشعب الذريعة  لاتخاذ قراراته في تلك الليلة التاريخية .

من خرجوا يوم أمس لا علاقة لهم بالثورة و لا بمصالح هذا الشعب و بالعكس فهم سبب إفلاسه المعلن و سبب وصوله إلى حالة إحباط معنوية  غير مسبوقة يصر العميد خليفة الشيبانى أن آثارها ستتبقى عالقة في الأذهان لسنوات عديدة مقبلة  لكن السؤال اليوم هل سيكون الرئيس  آخر  أو أحد الأسباب التي ستؤدى  بإعلان تونس دولة منكوبة و بشعبها إلى إعلان العصيان العام و الخروج للشارع في حركة تدافع شعبي غير محمودة العواقب . السؤال اليوم و الذي يتعاظم مع مرور الوقت و لا يجد له أدنى جواب مقنع يقول  إلى أين يحملنا السيد الرئيس و متى سنرى نهاية النفق و لماذا كل هذا التكتم أو البكم الذي أصاب الحكومة و إذا ثبت للرئيس استحالة أو تعذر النجاح في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد 11 سنة عجاف من حكم الإخوان  فلماذا الإصرار المقيت على تمطيط و إضاعة  الوقت . لا شك أن الرئيس لا يفقه في الاقتصاد و لا يمكن له مع افتراض حسن النية أن يعتمد على مشاعره المتدفقة ليجعل منها برنامجا اقتصاديا إصلاحيا لان ألدولة لا تساس بالمشاعر بل بالمشاريع و الخطط الواقعية القابلة للتنفيذ .

ربما هناك حكومة و ربما هناك إرادة سياسية لتحسين الوضع و لكن ما هو واضح للعيان أن هناك تلعثما على جميع المستويات زادته قلة خبرة السيدة رئيسة الحكومة بأصول الخطاب الاتصالي السياسي تعقيدا  بحيث تتعاقب الأيام و الأسابيع دون أن يشعر المواطن بأدنى إشارة ايجابية  يمكنه أن يتفاءل معها  بشيء من التغيير  في حالته المعيشية السيئة  ليقفز السؤال الملح : لماذا لا ” تتكلم ” الحكومة  و لماذا تعتمد فى علاقتها بالمواطن سياسة ” لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم ” ؟  لا يمكن أيضا أن تكون الحكومة بما لها من أجهزة أن تبقى رهينة بارونات الاحتكار  أو عاجزة حتى على توفير أبسط الضروريات من المواد الأساسية المدعمة  كما لا يمكن ل”حكومة الشعب ” كما يريد الرئيس تصنيفها أن تواصل فى  سياسة استنزاف المواطن  بعدم تخليها عن بعض الأداءات المجحفة  التي تتضمنها فواتير الماء و الكهرباء  مثل معاليم التلفزة  . ان رفع المظلمة الجبائية التي تتحملها الفئات الهشة هو أحد الإشارات الفاعلة المهمة التي كان على الحكومة اتخاذها لكن من الواضح أن  همة الرئيس مسلطة فقط على بعض القضايا الجانبية التي لا تنعكس إيجابا على قفة المواطن .

*كاتب و ناشط سياسي

مواضيع ذات صلة