نهاية حركة النهضة من خلال قراءة سياسية في إنتخابات عميد المحامين…فتحي الجموسي

نهاية حركة النهضة من خلال قراءة سياسية في إنتخابات عميد المحامين…فتحي الجموسي

12 سبتمبر، 22:14

من يعرف تاريخ المحاماة و من واكب انتخاباتها التي تجرى كل ثلاث سنوات يتأكد أن انتخابات يوم امس لم تكن كسابقاتها بتاتا.
فلقد كان الاسلاميون داخل المهنة رقما صعبا وحاسما أو على الأقل مؤثرا في نتيجة كل الانتخابات السابقة، نفوذهم لم يكن فقط عدديا بل بالأخص من حيث قوة التنظيم و شدة الالتزام بالتعليمات التي كانت تسديها القيادة لمنظوريها.
كانت القيادة يترأسها بالأخص وعلى مدى ثلاث عشريات او اكثر السيد نور الدين البحيري و الملقب عند المحامين بـ”معاوية” نظر لذكائه و دهائه و قدرته الفائقة على المناورة و على عقد الصفقات ليلا في الحجر المظلمة مع باقي التيارات السياسية داخل المحاماة بمن فيها التجمع نفسه زمن بن علي لإيصال هذا المرشح أو الإطاحة بذاك من منصب العمادة.
جل المحامين كانوا ينتظرون حضورا كثيفا للإسلاميين بالجلسة العامة المنعقدة يوم السبت 10 سبتمبر بإعتبارها فرصتهم التي لن تتكرر لمحاكمة العميد السابق ابراهيم بودربالة و لتصفية الحساب معه و لإهانته علنا أمام جموع المحامين نتيجة قربه من خصمه السياسي اللدود قيس سعيد و نتيجة غلقه للمنفذ الوحيد المتبقى لهم للعودة الى الحياة السياسية وهو مهنة المحاماة.
حضورهم بهته الجلسة كان محتشما جدا بل أن رموزهم كانت متغيبة تماما أما مداخلات بعضهم فكانت هزيلة من حيث المحتوى و المضمون و تكاد تنحصر في عبارات سب و قذف بدون محتوى و لم تلقى اي تفاعل إيجابي مع عموم الحاضرين.
في هته الجلسة و خلافا لتوقعات الجميع خرج ابراهيم بودربالة منتصرا بل ومحل اعجاب من جل المحامين خصوصا بعد ان تاكدوا أنه كان حريصا جدا على اموالهم وأموال صندوق تقاعدهم حتى ان التقريرين الادبي و المالي تم التصويت عليهما بشبه إجماع الحاضرين.
أما يوم الانتخابات وهو الأحد 11سبتمبر فقد كان حضور الاسلاميين أشد ضعفا من حيث العدد و من حيث توحيد اصواتهم و التزامهم بتعليمات قادتهم، تغيب العديد منهم و نزع آخرون جبة الإسلاميين عنهم وتنكروا لأصولهم و لتاريخهم.
كان أخطر شيء لحق بتنظيمهم هو تشتت اصواتهم بين جل المرشحين وأنحلال ما يسمونه بـ” باكو المسكر” أي بمجموع أصواتهم التي كانت موحدة إلى درجة عدم قدرة المرشح الذي كانت رموزهم تعلن مساندته على المرور للدور الثاني.
أما العميد الجديد الذي انتخبه المحامون وهو الاستاذ حاتم المزيو فهو الاقرب الى العميد السابق ابراهيم بودربالة و هذا الاخير محمول لديهم على مساندته لقيس سعيد
إنتخابات يوم أمس دليل قاطع على كون النهضة و من ورائها ذيلها المسمى ائتلاف الكرامة بصدد لفض انفاسها الأخيرة داخل آخر معقل لها بعد أن لفضتها شعبيا و في الشارع.

مواضيع ذات صلة