أعمال الفهري تسيء للمرأة التونسية

أعمال الفهري تسيء للمرأة التونسية

29 مارس، 20:45

المتابع للأعمال الدرامية التي ينتجها سامي الفهري يلاحظ منذ الوهلة الأولى الكم الكبير من الميوعة والانحلال الأخلاقي وجعل المرأة سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسين.
مكتوب، ليام، الفوندو، أولاد مفيدة، وأخيرا الفلوجة، عبارة عن أعمال درامية تتجاوز كل الخطوط الحمراء، حين حصر المرأة في الزاوية، ووضعها في ركن الإغراء، والإثارة وتحريك المشاعر والغرائز. المرأة كما يصورها الفهري في أعماله، غالبا ماتكون شخصية ضعيفة ومنكسرة وعديمة الكرامة، وذلك بهدف التأثير في سلوك المشاهد وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة وجلب الإشهار.

وفات الفهري، أن المرأة نصف المجتمع، لها بصماتها في كل مجالات الحياة… حتى إنها نالت الوصية من الرسول الكريم “أوصيكم بالنساء خيرا”. “إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن إلا لئيم”. المرأة التي قالوا عنها إنها “الفكرة” (ديكارت)، “القانون” (هيقل)، “الفضيلة” (مونتسكيو)، “الجاذبية” (نيوتن). الجميع أثنوا على قيمة المرأة، باستثناء أبطال مسلسلات الفهري، الذين حصروا المرأة في زاوية الجسد والإغراء، ودورها يقتصر فقط على ما تقدمه من مفاتن جسدها وتعريته.

ولعل السؤال المطروح : أين أولئك الذين يطالبون بوقف مسلسل العنف ضد المرأة ؟ ألا تعتبر الأعمال الدرامية عنفا معنويا ومسّا من كرامة المرأة ؟ ألا يعتبر حصر المرأة في دائرة الإثارة وجعلها مادة للعرض والاستهلاك الرخيص عنفا ضدّها؟ أم أن بياناتكم ووقفاتكم الاحتجاجية تقف فقط ضد خصومكم السياسيين؟ وان المرأة ماهي إلا وسيلة لتحقيق مآربكم وطموحاتهم السياسية؟ المرأة اليوم تستصرخ الجميع، من أجل هبّة أخلاقية وتشريعية لكي تصبح الدراما ميدان أخلاق يبرز دور المرأة في المجتمع، وينأى بها عن التجاذبات والابتعاد عن تصويرها كسلعة تباع وتشترى.

أسامة

مواضيع ذات صلة