البون شاسع بين رؤية الربان “رئيس الجمهورية” ومعاونيه “الوزراء”.

البون شاسع بين رؤية الربان “رئيس الجمهورية” ومعاونيه “الوزراء”.

25 سبتمبر، 21:07

يصل السيد الوزير  إلى مكتبه بمبنى الوزارة صباحا كالمعتاد، يطلب مدير الديوان هاتفيا، وعندما يقف أمامه يوجه له الوزير السؤال الذي اعتاد توجيهه له كل صباح: “شنوة ثمة اليوم”. يرد مدير الديوان  بشكل روتيني: “اليوم سنقوم بزيارة تفقدية  والسيارة جاهز تحت المبنى”.يرتدي الوزير نظارته الشمسية، ويعيد التأكد من إحكام رباط العنق، ويقول لمساعده: “هل أعلمتم المسؤولين هناك بأن الوزير سيقوم بزيارة فجئية”. فيرد عليه مدير الديوان” نعم ، قمنا بالإتصال بالجميع ، الطريق فارغ من المارة ، وقمنا بتحديد الأسعار، ولا يوجد في السوق الا الموالين لمعاليك”.وبعد انتهاء هذه الزيارة “الفجئية جدا”، وأثناء العودة مرة أخرى إلى الوزارة، يسأل الوزير مدير ديوانه:البيانات جاهزة. يرد مدير الديوان: “معالى الوزير  هو نفس البيان الذي نخرجه يوميا،  نغير فقط التاريخ وانتهى.يهز الوزير رأسه راضيا، وينظر إلى الشارع ويقول: “الشعب لا يعرف العمل الذي اقوم به ، لو يعرفوا  البيانات التى أمضى عليها سيعذروني وسيهتفون بإسمى”.يرد مدير الديوان: بنبرة المتملقون : “وفقك الله  ، فأنت أكتر وزير أمضى على بيانات بدون أن يخاطب الشعب ، بل أن أغلب الشعب لا يعرف إسمك لأنك تعمل ليلا نهارا”.هذه القصة المتخيلة، لا تختلف كثيراً عن الواقع . فمن ينظر حول رئيس الجمهورية   سيجد أن أدواته فاشلة وعاجزة والمتمثلة في البعض من وزرائه، فالبون شاسع بين رؤية الربان ومساعديه.رئيس الجمهورية  يبدو للمتابع أنه يتحرك يإجتهاد فردي ولا يكلف في غالب الٱمر حتى مجرد التفكير في إستشارة معاونيه وله الحق في ذلك لأن أغلبهم فاشلون تائهون  في مكاتبهم وسياراتهم  ينعمون.ولنضرب مثالا في الفشل ماذا يفعل وزير الشباب الرياضة ،كمال قديش سوى تصفية الحسابات مع الجامعة التونسية لكرة القدم وآخذ الصور التذكارية مع المتوجين. وزير التربية أيضا فشل في مهمته، ففي عهده تسربت أخطاء للكتاب المدرسي ، وهى أخطاء لا تكفيها الاستقالة بل المحاسبة لأن الشهائد العلمية أصبحت في الميزان.أما وزير الفلاحة، فلم يفشل فقط في إدارة وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، بل همشت ماتبقى من الفلاحة. فالسيد محمد الياس في عهده تعيش الفلاحة أسوأ أيامها ولم يقدم الإضافة المرجوة منها. فهل  يحافظ السيد رئيس الجمهورية  على وزراء أثبتت الايام ان أدواتهم عاجزة؟
أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة