الشيخ يوسف القرضاوي : شيخ علم محبوب أم  شيخ الفتنة …سامي النيفر

الشيخ يوسف القرضاوي : شيخ علم محبوب أم شيخ الفتنة …سامي النيفر

27 سبتمبر، 18:33

لعل معظمنا كان منبهرا بقناة الجزيرة الإخبارية في بداية إرسالها وكنّا معتقدين أنّها قفزة هامّة في حرية التعبير وفضح الممارسات الخاطئة للحكام العرب ولعل الكثيرين كانوا يتابعون بشغف برامج أحمد منصور وسامي الحدّاد وفيصل القاسم ويوسف القرضاوي إلى أن انكشفت حقيقة هؤلاء وقناتهم التي زرعت الفتنة وبدا واضحا نقص حياديّتها وانحيازها المفضوح للإخوان ومحاولة تأجيج الشارع العربي وزعزعة أمن الأوطان واستقرارها

فما كان ثورة في تونس يصبح محرّما في البحرين أو في غيرها من دول الخليج.. ولعل يوسف القرضاوي كان من الشيوخ المحبّبين لدى البعض بل إنه اشتهر بفتاواه المعتدلة في وقت من الأوقات مقارنة بغيره على غرار إجازة الغناء وتهنئة الأوروبيين بأعيادهم وعدم المبالغة في الاحتفالات بأعياد الميلاد وتحليل القروض من أجل شراء مسكن خاصة في الدول الغربيّة ولعلّنا كنّا نتابع خطبه الجمعية بشغف أيام كان يحدّثنا عن حرية الشعوب والديمقراطية وغيرها من الشعارات التي تبيّن زيفها لاحقا لمّا اعتلى الإخوان سدّة الحكم بعد خريف عربي اعترف راشد الغنّوشي أنّ قناة الجزيرة كانت مساهمة فيه..

القرضاوي في البداية كانت كلمته مسموعة وشخصيته محبوبة من الكثيرين وقال إنه يكره العنف والتطرف ولكنه ومع الزمن أصبح يفتي بقتل القذافي ويذمّ بن علي بعد أن شكره من قبل في زيارته للقيروان سنة 2009 ويحرّض على أنظمة سوريا ومصر وتونس وليبيا بينما لا يتكلّم لحظة عن الديمقراطية في بلدان الخليج.. خلاصة القول : صدمتنا مع القرضاوي هي صدمتنا مع كل الشيوخ والأئمّة فهم -بصفة عامّة- يتميّزون بالغلظة والفظاظة والعناد والتشبّث برأيهم وهم لا يقبلون الحوار ويظنّون أنهم أكثر معرفة وتقوى من الآخرين فيتكبّرون ويتعالون على غيرهم..

والأسوأ أن كثيرا منهم يقول ما لا يفعل فالأقوال الجميلة لا تقابلها أفعال حميدة وما يحرّمونه على غيرهم يحلّلونه لأنفسهم أو للسياسيين وهنا نتحدّث عن تطويع فتاواهم حسب أهوائهم وأهواء حكّامهم.. غرّروا بالشباب وأرسلوهم إلى بؤر التوتر وتشدّدوا في الدين وشوّهوه ونفّروا الناس منه وضلّوا وأضلّوا.. لا أدري هل يجد الشباب مثلا إماما قدوة ومتواضعا وناصحا ومحبّا ولا ندري أهؤلاء يعون قضايا المجتمع الحقيقية ومآسيه أم هم فقط يستعرضون مسائل فقهية وأحداثا تاريخية وأحاديث نبوية قد لا يطبّقونها إنما هو فقط سرد متواصل لمسائل نظرية بينما تغيب عنهم كلمة حق نصرة للمظلوم وانتصارا لمجتمع متأزم متفكّك ونصحا للناس ومحبّة لهم ونصحا للحكام دون انحياز أعمى لطرف على آخر.. مفتي الجزيرة كان شيخا جليلا ولكن أفسدته أهواؤه كما هو شأن كثير من الأئمة حتى لا نقول كلهم هدانا وهداهم الله ويبقى أمر القرضاوي وأمرنا إلى الله يرحم من يشاء ويعذّب من يشاء

.سامي النيفر  

مواضيع ذات صلة