القناة التربوية التونسية : إنجاز جيد رغم غياب الدروس الشاهدة

القناة التربوية التونسية : إنجاز جيد رغم غياب الدروس الشاهدة

8 أكتوبر، 14:00

دعونا نحيّي منذ البداية مجهودات أصحاب القرار بعد الولادة القيصرية للقناة التربوية التونسية التي سخرت منها الأسرة التربوية التونسية وتكهّنوا لها بالفشل مسبّقا حتى قبل أن تبدأ.. وبعد تردّد وتلكّأ وبعد لَأْيٍ وتعب نجحت الدولة في إطلاق هذا المنجز التربوي الضروري لو كانوا يعلمون..

بل لقد جاءت القناة التعليمية متأخرة عن نظيراتها في بلدان عربية أقل إمكانات منا وبعضها يعيش حروبا دامية على غرار فلسطين والعراق وليبيا وسوريا وهناك أيضا مصر والأردن والجزائر… ولكن وبعد حوالي سنة ونصف من البث التجريبي نلاحظ اقتصار القناة على الوثائقيات وتمرير بعض الأنشطة لبعض النوادي والعروض الثقافية دون أن تؤدي مهمّتها الرئيسية وهي بثّ دروس شاهدة أو حتى محاضرات لأستاذ يتكلم وحده دون تلاميذ (وذلك أقل تلقائية ولكنه نافع في النهاية)..

ولعل ذلك يتمّ خاصة في آخر السنة عند بث دروس المراجعة لتلاميذ الباكالوريا والتاسعة وفي بعض الأحيان السادسة ابتدائي ولكننا نطالب ببثّ دروس في كل الموادّ وفي كل المستويات على مدار العام وتكون مفيدة للتلاميذ والمدرّسين الذين بإمكانهم الاطّلاع على طرائق بيداغوجية جديدة وتبادل التجارب والخبرات مع زملائهم ومتفقّدين من كامل أنحاء الجمهوريّة وحتى الناس العاديون المتعطّشون للمعرفة..

وإنّ هذه الدّروس لنافعة ومفيدة على كل حال حتى لو لم تكن بحرارة القسم وبنفس التفاعل المباشر مع التلاميذ ولكنّها تدعمهم وتعينهم ولو قليلا.. هي بمثابة دروس تدارك مجانية أو تدعيم وعلاج لبعض النقائص.. ولكنّنا كفرنا بها حتى قبل انطلاقة القناة علما أن التعليم عن طريق التكنولوجيا أصبح مطلوبا والتلفاز يقرّب المسافات.. نحن لم نقل إنها تعوّض دروس القسم أو التدارك ولكنها تضيف وتدعم..

وبزرّ واحد يمكن أن نستفيد.. وعلينا جميعا أن نشجّع هذا المنجز ونحثّ على مزيد العناية به وتحسين أدائه وذلك يكون حتما بتقديم دروس وصور متحرّكة ومسابقات وألعاب فكرية ومسلسلات وأفلام ومسرحيات ثقافية وأغان تربوية ومحاضرات وندوات وغير ذلك ممّا يعيد للإعلام المرئي دوره التوعوي والترفيهي بعيدا عن الميوعة والتفاهة والتهريج.

سامي النيفر 

مواضيع ذات صلة