لماذا يسكت النصارى عن آلام فلسطين مهبط المسيح وأمه العذراء؟ ..سامي النيفر

لماذا يسكت النصارى عن آلام فلسطين مهبط المسيح وأمه العذراء؟ ..سامي النيفر

24 ديسمبر، 21:45

يحتفل المسيحيون هذه الأيام بمولد عيسى عليه السلام وسط صمتهم الغريب عما يقع من جرائم وفظائع في فلسطين.. لماذا يسكت النصارى عن آلام فلسطين ولا يفعلون شيئا كرامة في مريم العذراء والمسيح المولود هناك والعزيز عليهم كما يدّعون ؟ أليس هدفهم من أعياد الميلاد الفرح والسلام وإسعاد الفقراء والمحتاجين والأطفال والناس جميعا ؟

ألا يعلمون كم من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال يتعذبون في أرض عيسى عليه السلام ؟ لماذا يتصرّفون وكأنهم غرباء عنها ؟ هل يرضون بوجود أطفال وأناس جوعى أسرى مشرّدين مقتّلين في العيد ؟ لماذا لا يفعل الباباوات والكهنة وكل المسيحيين شيئا لهذه البقعة المقدّسة عندهم إذ يكتفي البابا ببيانات جافة والحال أنه بإمكانه أن يذهب إلى هناك ويقول كفّوا عن الحرب أوقفوا سفك الدماء وهدم المنازل ؟

لا نطمع أن ينحاز النصارى للفلسطينيين ولكن نريد منهم أن يعدلوا بينهم و بين اليهود.. لماذا لا يكونون واسطة خير في إطار حل الدولتين ؟ ألا يعلمون أن القرآن أثنى عليهم وقال إنهم الأقرب لدين الإسلام.. نعلم عدلهم وحضارتهم وقد قال محمّد عبده : “ذهبتُ إلى الغرب فوجدتُ الإسلام ولم أجد المسلمين وفي بلاد الشرق وجدتُ المسلمين ولم أجد الإسلام.”.. أحببناهم في السيدة خديجة وابن عمها نوفل بن ورقة وماريا القبطية..

ولكن أين هم الآن ؟أين هم من النجاشي ؟ هل يرضون أن يُمنع أشخاص من ذكر الله وتقديسه والصلاة له في المسجد الأقصى ؟  ألم يكن بإمكانهم إحلال السلام بين اليهود والمسلمين حتى ينعم الجميع بالحياة والأمان لأنه في الوضع الحالي حتى أصدقاؤهم الإسرائيليون لا ينعمون بالسلام ! ألا يمكن أن تتعايش الأديان الثلاثة في الأرض المقدّسة وتكون مزارا سياحيا حضاريا عالميا : جامع حذو كنيسة حذو بيعة والكل يدعو للخير ولعبادة الله الواحد ؟

ألا تذكرون أيها المسيحيون أن الشهيد ياسر عرفات كان يشارككم حفلات الميلاد في مشهد يعكس المحبة والتسامح بين الأديان السماوية ؟ ليتكم تعزفون أغنية “Joy to the world” (السعادة للعالم) هذه السنة من القدس وسنحتفل معكم – مع احترام خصوصياتنا – بمولد عيسى عليه السلام وسنخصص خطبة الجمعة من المسجد الأقصى لمدح وتمجيد خصال وشمائل المسيح عليه السلام وأمه مريم الطاهرة البتول..

الحل بأيديكم بين الفئتين المتخاصمتين وإلا سننتظر نزول عيسى عليه السلام لإنهاء هذا العذاب الإنساني الأسطوري الذي طال أكثر مما ينبغي وبقي قصة فريدة في العالم كله قبل أن تلحق العراق بفلسطين وتصبح مأساة أخرى بينما الجميع يتفرّج…
القدس أرض الإسراء و المعراج و التي صلى فيها سيدنا محمّد بكل الأنبياء عليهم السلام جميعا. فلسطين أرض إبراهيم وداود وسليمان وإسحاق ويعقوب ويوسف وعيسى عليهم الصلاة والسلام جميعا تستحق أن تكون أرض السلام والمحبة والعدل فلا يُظلم فيها أحد.

مواضيع ذات صلة