ليلة وداع مؤثرة لأسطورة التنس روجر فيدرر… سامي النيفر

ليلة وداع مؤثرة لأسطورة التنس روجر فيدرر… سامي النيفر

24 سبتمبر، 18:00

يتّفق العديد على أنه أعظم لاعب في تاريخ التّنس وإن ظهر معه أسطورتان أخريان نادال ودجوكوفيتش وربما سبقاه في بعض الأرقام فلأنه هو من حفّزهم على الظهور بمستواهما اللامع فلو لم يكن فيدرر لما كان نادال ودجوكوفيتش اللذين حضرا بصفتهما صديقين للاعب الكبير صحبة موراي وتسيتسيباس ورود في فريق واحد بل ولعب نادال جنبا إلى جنب في مباراة الزوجي التوديعية للنجم روجر فيدرر بتحكيم المتألّق محمّد اللّحياني في إطار كأس رود لافر التي كان روجر أحد أهم مؤسّسيها وبقطع النظر عن النتيجة النهائية التي آلت للفريق الأمريكي بعد مباراة حماسية فقد شاهدنا الضربات الأخيرة لفيدرر الذي ودّع الجميع بتأثّر شديد ولم يتمالك نفسه من البكاء وهو صاحب الشخصية الصلبة القوية ولكنها دموع الرحمة والقلب الحسّاس الطّيّب والتي نراها نحن في عقليتنا البالية ضعفا رغم أن رسول الإسلام حدّثنا عن القلب الرحيم واستعاذ بالله من عين لا تدمع  كما شكر فيدرر أمه وزوجته وعائلته وقبّل أبناءه وذلك ما قد لا نراه أيضا مناسبا في ثقافتنا بل ولقد أبكى روجر نادال والآخرين معه في لحظات صدق مؤثّرة رغم اعتيادنا على شراستهم ورباطة جأشهم داخل الميدان ولكنها كانت لحظات إنسانية جعلت الجماهير تتأثّر أيضا إذ كيف سيكون التّنس بعد فيدرر ؟ إنها لأيام عصيبة بعد اعتزال سيرينا ويليامس ومن قبلها شارابوفا والخوف كل الخوف أن يلتحق المقاتل نادال بالقائمة إلّا أن لفيدرر مكانة خاصة لدى كل الناس نظرا لشخصيته المحبّة والمرحة والمعطاءة.. كان دائما مبتسما ومتواضعا وأنيقا وجذّابا وله وزن وثقل وكاريزم كبير عندما يتحدّث بل حتى عندما يكون صامتا لديه هيبة ونور وألقى الله حبّه في قلوب الآخرين.. قال نادال : “هذا الأسبوع من أصعب الأسابيع في رياضة التنس ولكن دعونا نستمتع ونجعلها احتفالية لفيدرر.” ورغم ذلك كان الجميع متأثّرا بل إنّ فيدرر لم يكن مستعدّا لهذه الصدمة رغم تأكيده أنه يتقبّل الأمر من قبل.. صدمة لكل عشاق التنس عبّر عنها المعلّق الكبير عادل الشّطّي بأنّ فيدرر أصبح جزءا من حياتنا منذ 20 سنة ويكفي أن نشاهده فقط على الميدان حتى دون أن يتحرّك.. كان النجم السويسري يمنّي النّفس بالرجوع للملاعب حتى الشهر الماضي رغم أنّ له من الأموال ما يكفيه للعيش برخاء بقية حياته ولكنها روح المحاربين غير أنّ إصابة الركبة منعته من العودة.. روجر فيدرر ظلّ الأول عالميا لمدّة 237 أسبوعا متتاليا من 2004 إلى 2008 وحصد 20 غراند سلام وقد حصد 103 ألقاب وأحرز 1251 فوزا وله 11478 إرسالا ساحقا وكسب 89 % من إرسالاته ووصل 10 نهائيات متتالية في ويمبلدون التي أحرز لقبها 8 مرّات طيلة مسيرته التي امتدّت 24 سنة (أرقام المعلّق الرّائع عادل الشّطّي) والأرقام أكثر من هذا بكثير ومعها السلوك والشخصية الجميلة وطريقة اللعب والصبر وغيرها من الخصال التي جعلته يبهرنا ويمتعنا تماما كما فعل نادال ودجوكوفيتش وكما تفعل المتألّقة أنس جابر في رياضة الكادحين.. وفي النهاية نستنتج أنّنا في دنيا فانية لا تدوم فيها المتع ودوام الحال من المحال رغم تأكيد الأسطورة فيدرر أنّه لن يكون شبحا بعد اعتزاله وسيلعب مباريات استعراضية خيريّة وسيبقى قريبا من رياضة التنس التي وصفها بأنّها العالم.. إنّها لصدمة كبيرة لكل عشّاق التّنس لا نتحمّلها وأملنا في رؤية فيدرر حاضرا دائما ولم لا تحصل شبه معجزة ويعود للملاعب يوما وهو الذي ترك بصمة لا تمّحي في تاريخ اللعبة وابتعاده خسارة كبرى لهذه الرياضة وللجماهير التي عشقته وتعوّدت عليه.. روجر ملأت أيّامنا فرحا ولا نقول لك وداعا بل إلى لقاء قريب إن شاء الله.

مواضيع ذات صلة