أي آفاق لتحركات النهضة في الشارع؟…فتحي  الهمّامي

أي آفاق لتحركات النهضة في الشارع؟…فتحي الهمّامي

15 نوفمبر، 21:44

يظن البعض ان عمليات التحشيد والتعبئة في الشارع ضد قيس سعيد التي تديرها النهضة من وراء الستار تاركة قيادتها إلى غيرها من تلك الوجوه الشبيهة بالمتحولين، الغاية منها العودة إلى ما قبل 25 جويلية وإعادة الروح إلى المجلس المخلوع. لذا ترى هؤلاء يتحمسون ويندفعون كأنهم من شعراء الحماسة خاصة اولائك “القيادين” منهم، ولكن يغيب عنهم ان النهضة نفسها تدرك جيدا ان مرحلة ما قبل 25 جويلية انتهت وولت ولن تعود انطلاقا من معطيات الداخل ومواقف الاقليم والشركاء الدوليين. ولكن ما هي الغاية من ذلك؟ والجواب هو تحسين وضعها التفاوضي مستقبلا، فالكل يعرف ان كل ازمة أو حرب تنتهي دائما بالتفاوض بين المنتصر والمنهزم بصيغة او بأخرى. والنهضة المنهزمة كل خطتها الآن تقوم أولا على محاصرة الأضرار التي لحقتها والعمل على ضمان عدم تعمقها من خلال المحاسبة والتتبع القضائي لأعضاءها المشتبه في ارتكابهم جرائم، ثم ثانيا حجز مكان ولو متواضع بالنسبة لها في المرحلة السياسية الجديدة. ولهذا ستنطفىء يوما ما شعلة ذلك الحراك في الشارع وستسحب النهضة مناصريها من الشارع، لتبقى تلك القيادة من غير جنود مثلها مثل الجيش المكسيكي، عندما يستقر الامر انها لن تلاحق وان مكانها محجوز في المنظومة السياسية الجديدة.

فتحي الهمامي

مواضيع ذات صلة