رئيس حكومة من الخارج ، لما لا؟ بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

رئيس حكومة من الخارج ، لما لا؟ بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

5 أوت، 21:01

 لا ندرى من أين تدار حكومة السيدة نجلاء بودن و هل هي حكومة مسيّرة أم مخيّرة  و لكن غريزتنا المنطقية تؤكد أن هذه الحكومة  التي يمكن أن نطلق عليها  دون خجل حكومة شلة  الفاشلين  من فرط عجزها و بطئها و عدم قابليتها للإصلاح هي حكومة الخارج تراعى مصالحه بطبيعة الحال و لا تهتم قيد أنملة بمصلحة هذا الشعب المغلوب على أمره .

هذه الحقيقة تجرنا إلى التساؤل المنطقي الذي يقول  لماذا لا يتكرم علينا السيد رئيس البلاد برئيس حكومة من الخارج ؟  من ماليزيا أو من الكوريتين أو  من الدول الاسكندينافية   أو حتى من مدغشقر هذا لن يفرق  بل على العكس هذا سيضمن  الفاعلية و عدم النبش في أوراقه القديمة و عدم التجاء المواطن لهذا الجهاز  الذي يطلقون عليه ” الفار  VAR  ”  ف كل مرة يتشكك في تصرف من تصرفاته .

مثلما تستعين فرق كرة القدم التونسية بلاعبين محترفين من الخارج فماذا يمنع أن يستعين السيد الرئيس  بشخصيات أجنية حتى ممن شملها التقاعد الوجوبى أو المبكر في بلدانها  لتقوم بدور رئيس حكومة في تونس بعد أن عجز ما لا يقل عن تسعة رؤساء حكومة بالتمام و الكمال منذ 2011 إلى الآن عن إنقاذ البلاد و إيجاد حلول ناجعة للاقتصاد المتهاوي و للفلاحة المندثرة و للسياحة المعطبة  ؟ .

إن ما حدث طيلة هذه الفترة  من أخطاء كارثية  يجب العمل على تلافيها باختيار شخصية محترفة من الخارج تمتلك الإحساس بكونها تدير دولة و شعبا صنع ثورة سرقها أولاد الحلال من الذين يطلقون على أنفسهم وصف أنه يعرفون ربّى  و شاركهم في هذه الخطيئة الكبرى نفر مرتزقة فاقدين للوطنية  ، شخصية محترفة  بحق  قادرة  فعلا على ترسيخ قواعد الديمقراطية و حقوق الإنسان و فرض هيبة الدولة و القانون .

 هذه الدولة و هذه الأمة تحتاج إلى محترفين و ليس إلى  عصبة من الهواة المتسلقين المتزلفين الموتورين لذلك ليس منطقيا أو معقولا  أنه بعد  كل الذي حدث من ثورة و من سيلان دماء الشهداء  أنهت حكم التفرد بالسلطة  لإقامة  نظام ديمقراطي مدني  أن يصعد إلى قيادة ثورة الشباب كهول مسنون خائرون  هامشيون  أغلبهم من رواد السفارات و المخابرات الأجنبية و من تلطخت بطاقة سوابقهم الأخلاقية بكل شرور الدنيا ،

ليس منطقيا  أنه بعد كل ما حدث لا زال هناك من يريد أن يحكم البلاد بحكم الفرد المتعنت المتحجر  و بأنه الوحيد الذي سيمنح المطر و الطقس المشمس ، هل من المعقول أن يكون فى هذا القرن من لا يدرى أن الديمقراطية حق من حقوق الشعوب ، من لا يزال يعيش فجوة كبرى من سوء الفهم و التقدير ، لقد غاب على هؤلاء الحاكمين أنها ثورة لامست ووعى شعب بأسره ، شعب يحتاج محترفين وطنيين لا هواة  طائشين.

مواضيع ذات صلة